(قصة) مريم المصون والذئب الملعون (الجزء الثالث)
بدأ الحظ يبتسم قليلاً لنا, فوجود والدتي بالطبع افضل من وجود زوجة عمي, ولكن وجود زوج والدتي بالطبع ليس بأفضل من وجود عمي, ووجود عمي ليس بالطبع افضل من وجود والدي رحمه الله ,هكذا هي الحياة لا تأتي كاملة, لابد من النقصان, حتى تتساوى الكفوف, ولكن لايهم حضن والدتي ارى فيه الكثير والكثير, وبأمانه انا لست محتاجة الى حضنها بالقدر الذي يحتاجه محمد أخي, فكل ما كنت ارى محمد يضرب امامي بسبب فعل ما , كنت ابكي بقهر كنت ابكي لأن الضرب له فعل يتسبب له وما يفعله محمد ليس الا براءة طفولة تكفيها الزجر والنهر فقط.
زوج والدتي كان لديه ابناء ومطلق زوجته, وكانت طليقته لا تمر ساعة الا وأتت الى منزلنا مفتعله مشكلة مع طليقها ومن الطبيعي ستدخل امي في هذه المشكلة وبالتالي ندخل نحن, الى ان وصل بنا الحل الى ما لا يطاق من الاهانة والقهر اليومي,
مريم : امايه
أمي: ها بنتي
مريم: ليش مانرجع بيتنا بدال هالمشاكل تعبنا
امي: عمج خذ بيتنا
مريم: انزين هذا بيتنا كيف ياخذه عني
امي: ابوج الله يرحمه ما كان البيت بأسمه كان بأسم أمه ويدتج توفت وطلع البيت ورث لعمج
مريم: اوووف شوه هالحالة انزين ببيتنا بعد
امي: حسبي الله ونعم الوكيل
امي: باجر ان شاءالله بيكبر محمد اخوج وبيسوي لنا بيت
مريم: محمد صغير ان شاءالله تبينا نصبر لين يكبر ويسوي بيت لا نحن نبغي بيت الحين
امي: مريم خلاص عاد
مريم: انزين
مرت السنين ونحن في منزل زوج والدتي, الذي قرر الانفصال عن والدتي بعد مرور ٨ سنوات, وذهبت والدتي الى عمي تترجاه بان يعيد منزلنا , الا انه رفض قطعياً رغم انه لا يقطنه وكان المنزل للأجار فقط, ورفض حتى تأجير المنزل مقابل مال, فذهبنا الى منطقة قديمه لنعيش فيها وقدمت والدتي اوراق ما يثبت الى جهه حكومية لأستخراج منزلاً لنا, وبالفعل شرعت الجهه في اتخاذ الاجراءات وعشنا قرابة العام في هذه المنطقة التي رأينا فيها عجب العجاب, اول حادثه قصمت ظهورنا هي ضرب محمد اخي ذو ١٣ عشر , كان محمد يلعب خارج المنزل مع بعض من هم في سنه, أتت مجموعة من شباب المنطقة تضمر السوء والنوايا الخبيثه بأتجاه صغار السن وأقتيادهم الى اماكن مهجوره وفعل ماحرم الله بهم, فرفض محمد اخي الذهاب معهم, فقاموا بضربه بأدوات حاده وسيوف, فسقط محمد امام باب المنزل مغشى عليه, قرابة نصف ساعة وعن طريق الصدفه شاهدته خولة اختي, وصرخت مهلوعه, خرجنا انا ووالدتي للخارج وشاهدنا محمد في حالة وفاة وماتبقى من الحاله هو خروج الروح فقط
أمي : محمممممد
خوله : تبكي
مريم : محمممد محمممد
هكذا كان المشهد, نرى الرجل الوحيد في حياتنا يسبح في بحر من دم, صرخت امي صرخه مدويه لينقذ احدهم اخي, ولم يأتي أحد من الجيران رغم اني متأكده هناك من سمع صراخنا وتجاهله, هناك من تجرد من الانسانية والرحمه يناظر من خلف الابواب والشبابيك, هناك وهناك وهناك,, الا ان رحمة ربي اوسع بكثير من قلوب البشر, فبعد ان حملنا محمد على اكتافنا في الشارع ننتظر احد المارة يأخذنا الى اقرب مستشفى أتى شخص اسيوي وساعدنا بحمله وصعدنا الى السيارة وذهبنا المستشفى,
امر الدكتور بادخل محمد الى غرفة العمليات فوراً واجراء عملية ضرورية في الرأس والظهر, وجلسنا ننتظر قرابة ٩ ساعات خارج غرفة العمليات وفي الممرات, ونسينا انا ووالدتي خولة الصغيره في البيت, فعادت والدتي حتى تأتي بخولة ولكن في الحقيقة لم تعود !
في الحقيقة ليتها لم تذهب, ولكن قدر الله عز وجل فوق كل قدر, وكتبة الله عز وجل فوق كل مكتوب, هكذا هو امر الله بأن يكون الاختبار الذي يوليه المؤمن مكثف على عائلتي.. وقفت حائرة انظر من خلف باب غرفة العمليات وأقول " فأما اليتيم فلا تقهر"
أعيش بين ضباع , اعيش بين ثعالب, اعيش بين وحوش, بداية من عمي وزوجته ونهايه بالغرباء الذين اجهزوا على ظهري وقصموه بمحمد اخي, الذين هشموا جمجمتي بعد ان هشموا جمجمة محمد ..
الجزء الرابع ,,, يتبع