قصة ( اخي المصون) الجزء الحادي عشر والاخير
{فاطمة تكمل لكم القصة}
نعم لم تكتمل فرحتنا بإنجاز رجال الامن والقبض على هذه الفئة المخربة والضارة بمجتمعنا , ولم تكتمل فرحتنا بعودة ناصر الى رشـده وصوابه , ففي اثناء عودتهم كانت هناك سيارة من النوع الكبير تتعقبهم , الى ان صادفتهم وجها لوجه , وصعدت على سيارتهم الصغيره فتوفى ناصـر وعمر في الحال ! ماتوا اخواني عمر وناصر ولم يتبقى لنا الا الله وحده لا شاريك له فالحمدلله على كل شيء.
الموت لحظه والالم لحظات .. والعمر فاني والالم مايفنى
لم يشتبه رجال المرور في شبهه جنائية حول حادث , ولم يصب باذى سائق السيارة الاخرى , الا ان والدتي كانت تبكي بحرقة وتؤكد مقتل اخواني على يد هذه الجماعات التي حدثنا عنها اخي عمر رحمه الله , نحن لا نملك الدليل الكافي ولا نستطيع فعل شيء , سوى قول لاحول ولاقوة الا بالله ان لله وان اليه راجعون ان لله وان اليه راجعون
ان كان هو نصيبنا قبلنا به وان كان بفعل الجماعه فحسبي الله ونعم الوكيل , تنام عين البريه وعين الله لاتنام , يخطأ رجال المرور في مخططاتهم ورسم الحوادث ولكن الله لا يخطأ , والله يعلم ما تخفيه الصدور والنوايا.
أقمنا العزاء بعد مساعدة جيراننا في دفن مصابنا الجلل , وشارك في الجنازة رجال امن واصدقاء عمر وناصر وبعض اقاربنا الذين اصابوا بذهول لما جرى , مات ناصر ولم يبقى مايخيفنا عليه فهو عند الله عز وجل لم يمت من ذاكرتي ابداً لن انسى ذالك الشاب الهادئ الملتزم بتجاه دينه لن انسى كلماته الطيبه دائمـاً لن انسى غيرته على شرفه وعلى دينه لن ساذكرك يا ناصر كلما رأيت الميارج 2000 التي حلمت بقيادتها وصيانتها وشق سماء دولة الامارات ذهاب واياب على متنها .. لن انساك يا اخي لن انساك
مات الجسد والروح صعدة .. والا الفعل باقي ما مات
هذا نصيبك والمصايب عدة .. وذكراك باقيه ماهي مثل الذكريات
ذهب ناصر رحمه الله , وذهب عمر ذاك الشاب الرحيم العطوف الذي لا ينسى , لن انسى من انت وماذا فعلت ياناصر لن انسى ابتسامتك وضحكتك مات الطموح المثابر الغيور مات عمر ولا اعرف لماذا مات , قتل عمر وباي حق يُقتل , لاحول ولاقوة الا بالله
رحلت من بيننا يا عمر .. اذن ربك ولله الطاعه
ذكراك في كل لحظه تمر .. كل وقت وكل حين وساعه
أشتد المرض على والدي , ولم تعد والدتي كما كانت سابقاً , وفي صباح احد الايام القليله بعد وفاة ناصر وعمر , تفاجأ الجميع بخبـر في الجريدة ينص على :-
حسبي الله ونعم الوكيل , قتلوا اخوتي بغير حق , عصابة الاخوان هم من نفذوا ودبروا هذا الحادث الاليم , والذي ادى بقتل اخوتي, اتصل احد رجال الامن في والدتي ولم يستطع والدي الحديث فطلب مني اكمال المحادثه :-
رجل الامن: السلام عليكم
فاطمة: عليكم السلام ورحمة الله
رجل الامن: احسن الله عزاكم يا اختي
فاطمة: الدايم وجه الله , يزاك الله خيـر
رجل الامن: نحن ماتوقعنا توصل المواصيل لهذا الحد ولكن الحق ما يضيع ان شاءالله
فاطمة: الحمدلله على كل حال الحمدلله على كل حال
رجل الامن: اختي نحن نبغي بعض الاغراض من عند المرحوم ناصـر وتلفوناته الشخصيه واجهزة الكامبيوتر
فاطمة: تبغي الصدق من راحوا الله يرحمهم مادخلنا غرفهم ولا نعرف شوه فيها
رجل الامن: اذا ممكن اختي تقدرين تستأذنين من الوالد يخلينا ندخل , لان اكيد بنلقى خيط يقودنا لتفاصيل اكثر
فاطمة: ان شاءالله بخبر اهلي وبرد لكم خبـر
رجل الامن: خلاص اخي متى اتصل
فاطمة: لحظه .. بسال الوالد
وضعت السماعه على جنب , وقلت لوالدي الامر فهز رأس كأشارة بالموافقه , فعدت لرجل الامن
فاطمة: خلاص اخوي تقدرون اتون
رجل الامن: يزاكم الله خيـر بكره ان شاءالله برسلكم حد مع شرطة نسائية بزي مدني وهم بشوفون شوه يقدرون يلقون وبيخبرونكم اذا خذوا شيء
فاطمة: على الله كل التساهيل
لم تعد للحياة طعم , ولم ابكي كثيراً على ذهاب ناصر وعمر قبل الخبر المشؤم الذي نشـر في الصحف, رغم ان قلب والدتي كان يؤكد دائما على لسانهم مقتلهم بالعمد , حسبي الله ونعم الوكيل
قبل وفاة اخوتي كان هناك كلام بين عائلتي وعائلة علي ابن جيراننا حول خطبتي منه وزواجنا , وكانت هناك موافقات مبدئية , وبعد 40 يوم من دفن اخوتي اتى علي ووالده الى والدي وطلبوا منه الحديث مع حول الزواج ومدة التأخير وماتبقى من التجهيزات , فاجئهم والدي بقبول الزواج حالا ودون تأخير ! بشرط عدم خروجي من المنزل , اي سيقطن علي معنا في المنزل , :-
ابوعلي: يابو ناصر نحن مش متقبلين الزواج في هذي الفترة قلوبنا مجروحه على ناصر وعمر
ابوي: الله سبحانه اللي رقني هالذريه والله اللي خذهم والحزن ماله وقت وينتهي حزنهم في قلبي طول العمر وانا وام ناصر محتاجين حد عندنا وعلي مثل والدي
علي: على راسي ياعمي
ابوعلي: والله مادري شوه اقولك يابو ناصر انا ياي اطلب منك نأجل العرس سنه قدام وانته فاجئتني
ابوي: والله يا بو علي لو تأجيل العرس بيرجع لي عيالي قسم بالله ما خلي فاطمه تعرس دامني حي , لكن هذه قضاء الله وقدرة ولاحول ولاقوة الا بالله
ابوي: ( تسقط دموعه واحده تلوا الاخرى)
ابوعلي: ( يغض عيناه )
علي: لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله
ابوعلي: لك اللي تريده يا بوناصر والله يرحمهم ويسكنه فسيح جناته
ابوي ( بصوت شاحب ) ا ا امين
علي: امين
خرجوا من المنزل وذهبت لوالدي حتى اواسيه واخفف عنه , فقال لي .. يافاطمة …..
فاطمه: ادري ابوي سمعت كل الكلام
ابوي: زين وشوه رايج
فاطمة: انا موافقه بس بشرط
ابوي: شوه الشرط خلاص انا عطيتهم كلمه !!
فاطمة: لا ابويه مابغي اشرط شيء يخصني انا اشرط انه مايستوي عرس
ابوي: مايصير يابنتي حتى ولو شيء بسيط
فاطمة: قسم بالله ماقعد على كوشه مايسلم علي فيها ناصر وعمر .. هذا اخر كلامي
ابوي: لاحول ولاقوة الا بالله
ابوي: زقري امج
فاطمة: ان شاءالله
ذهبت لوالدتي وفي الطريق وجدتها تسير نحونا فقلت لها بان والدي قرر موعد زواجي ويريدك الان .. لم تقل شيء ضلت تسير نحو الغرفه الى ان وصلت وجلست بجوار والدي
ابوي: ام ناصر انا طلبت من بوعلي يسون العرس وشرط عليهم علي ماياخذ فاطمة من بيتنا
امي: زين سويت ,
ابوي: ماوفقه انتي
امي: موافقه يابو ناصر ( تبكي)
فاطمه: امي ليش تصيحين بس
امي: ااه يافاطمه الدموع تنزل لو ما ابغيها تنزل ,, الله يرحمهم يارب الله يرحمهم ويغفر له
انا وابوي: اللهم امين
ابوي: بس فاطمه تقول ماتبى عرس
امي: نعم حتى انا مابى عرس وحفله يملك عليها ويعرسون
فاطمه: امي ابوي .. انا صح ماقدر امثل اخواني ولكن ان شاءالله الله يقدرني وعوضكم عوض خير
ابوي: الله يخليج ويستر عليج يابنتي
امي: الله يسلمج ويستر عليج
مضى وقت ليس بكثير , وكان مأذون المحكمه الشرعيه في بيتنا يعقد قراننا انا وعلي , وطلب والد علي من والدي بان يقوم بمأدبة عشاء بسيطه للجيران ومن حضـر مراسم عقد القران , وبعد هذه الليله اتى علي مع والدته وخواته الى منزلنا وكانت المره الرابعه التي اشاهد فيها علي , كنت خجولة لدرجة الاغمى , تمالكت نفسي وتظاهرت بالاعتيادية رغم انه كاد ان يغشى علي من شدة الخجل.
علي شاب طيب جداً وكان يلعب مع اخواني رحمه الله عندما كانوا صغاراً وكثير السؤال عن صحة والدي , يعمل موظف في مؤسسة الاتصالات, شاب ملتزم وبسيط جداً لا يهوا الموضه وغيرها من ما يلفت جاذبية شباب هذه الجيل , وفقني الله ولله الحمد مع رجل يحترم والدي ووالدتي ويقدر العشره الزوجيه ويصون المنزل الذي يعيش فيه مع اسرتي .
كان رجال الامن قد حضروا الى منزلنا كما طلب رجل الامن من والدي , وبعد فترة اتانا اتصال مفاجأ من احد المستشارين الخاصين لرئيس الدولة يطلب موعد لحضور سموه بنفسه لنا , فرحنا كثير بقدوم رئيس الدولة الى منزل لتقديم واجب العزاء ومواساتنا على مصابنا , ورغم عظمة هذه الخطوة الجليله الا ان قدم اعتذاره على تأخير التعزيه وقال لوالدي ,( كنت انتظر واراقب التحقيقات يوم بيوم وانا اعتذر على التأخير وعدم تقديم العزاء في وقت العزاء ولكن يعلم الله بانشغالنا ومايترتب علينا من واجبات) فرد عليه والدي ( بارك الله فيكم وجلعكم ذخراً لنا ولدولة الامارات العربية المتحدة , قدومك ولو بعد حين له الاثر الحميد على قلوبنا ورؤياك ياسيدي ازالت جميع الاحزان)
لا اعلم مالذي يريده هؤلاء الاشرار ! نظامنا مالذي يعيبه ؟؟ لاحول ولاقوة الا بالله
مرت سنه ! على زواجي , وكانت هذه السنه مليئه بالاحزان والافراح فخبر وفاة اخوتي كان الاسوء في تلك السنه وخبر القبض على العصابة المنفذه وتقديمهم للعدالة وانزال شرع الله بهم كان الاجمل , وخبر محو جذور الجماعات الارهابيه والفكريه من الدولة والدول المجاورة كان له الاثر الحميد على نفوس الجميع فهؤلاء والعياذبالله شـر لابد من استئصاله ..
ايضاً خبر قدوم اطقالي التوأم كان له الفضل بعد الله عزوجل في التخفيف عن والدتي ووالدي , زرقني الله توأم فقلت لعلي
فاطمة: بسميهم ناصر وعمر
علي: خير ما خترتي ,, بس ماتبينا نشاور ابوج وابوي وامج وامي؟ يمكن لهم وجهة نظر ثانيه !
فاطمة: لا مستحيل انا ابى ناصر وعمر على المرحوم ناصر والمرحوم عمر
علي: زين توكلنا على الله
سال علي والدي عن الاسماء وقال له بأن فاطمة اختارت اسم ناصر وعمر للمواليد الجدد فضحك وقال , ( ونعم البنت ونعم الاخت ونعم الام), فرح كثير ووالدتي كذلك وسبحان الله , رزقني الله هؤلاء التوأم عوضاَ عن خالهم ناصر وعمر وللتأكيد لم يذهب ناصر ولم يذهب عمر
هاهو ناصر كخاله سبحان الله , يعشق الصمت والتركيز ويحاول قيادة عمر الى الطريق الصحيح , كبروا ابناءي شيء فشيء الى ان دخلوا المراحل الدراسية , وكان اهتمامي بهم ليس لانهم ابناءي فقط!
لا بل لارساخ الحق فناصر لم يمت وعمر لم يمت , وطمحي بان يصبح ابني ناصر طيار مقاتل وعمر ضابط في وزارة الداخليه ,, لن يخذلني الله عز وجل وان شاءالله سيحقق لي طموحي
سيضل ناصر دليلا للخير وسيبقى عمر رادعاً للفتنه حازماً اتجاه من يعبث بامن دولتنا العزيزه ..
تمت القصة ..