اخي المصون ( البارت الثالث)
مع إشراقة شمس يوم الخميس كان موعد حفل تخرجي الحدث الأبرز في هذا اليوم ،
بعد مدة طويلة قضيتها في دراسة القانون وتدربت جيداً على مهارات العلوم
الشرطيه والجنائية .
إنها فرحة عظيمه لا يعرف مذاقها إلا من تذوقها ، ويكفي بأن يفرح معك
العشرات من أقاربك وأصدقاءك ، ولم تسعني دنياي عندما رأيت دموع الفرح على
خد والدتي وأختي ، ووالدي الذي أقام مأدبة غداء لهذه المناسبة .
كنت أنتظر الساعة السابعة مساءاً لأقوم بالإتصال لأخي ناصر في الولايات
المتحدة وأبشره ، إلا أن ناصر فاجئني بإتصاله والوقت في الولايات المتحدة
الإمريكية قرابة منتصف الليل ،
ناصر : السلام عليكم ورحمة الله
عمر : عليكم السلام ورحمة الله .. هلا هلا
ناصر : مبرووووك ألف ألف ألف مبروك ياخوي عقبال الرتبه الأعلى
عمر : الله يبارك لك ياخوي والله يبارك فيك .. شحالك
ناصر : تستاهل الخير ياخويه .. بخير الله يسلمك إنت شحالك
عمر : بخير الله يسلمك بخير وعافيه .. ناقصتنا شوفتك ..
ناصر : الله يخليك وإن شاء الله بنتشاوف على خير .. عمر أمي عدالك؟؟
عمر : هيه موجوده تسمعك .. تباها !؟
ناصر : هيه
قمت بإعطاء والدتي سماعة الهاتف ، وطلبت منها محادثة أخي ناصر .
أمي : السلام عليكم يا ولدي
ناصر : عليكم السلام ورحمة الله الغاليه شحالج !؟
أمي : بخير فديتك شحالك وشحال ربعك
ناصر : بخير .. أمي فكرتي في الموضوع !؟؟
أمي : أي موضوع !!
ناصر : موضوعي اللي كلمتج عنه ؟
أمي : ياولدي الله يخليك لا تناحس أبوك
ناصر : لا يا أمي ما أناحس حد بس هذه قراري
أمي : ياولدي قرارك غلط استهدي بالله وهب وقته
ناصر : زين برجع أكلمج
ناصر : سلمي على فطوم ومبروك على تخرج ولدج
أمي : في حفظ الله
لم تكن مناسبة تلك الكلمات التي سمعتها من الحوار الذي دار بين أمي وناصر !
لم أتعود على مثل هذه الاعتراضات ، وبعد إنتهاء المكالمة صمتت أمي قليلاً
ثم قالت : – ( الله يهديه )
فقلت لها اللهم أمين ، ومثلما عوّدنا والدانا بأن لا نتدخل في شؤون الغير لم استطع سؤالها ، ففضلت السكوت .
انتهت إجازتي التي مُنحتها بعد التخرج من الكلية ، وذهبت إلى مسئول التعيين لمعرفة أين سيتم التوزيع حسب رغبتهم ، :-
أنا : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسئول: عليكم السلام ورحمة الله
أنا : كيف حالك ياسيدي عساك بخير
المسئول: بخير وعافيه شحالك ياعمر
أنا : أنا بخير الله يسلمك ، ويطول عمرك
المسئول : ها انتهت إجازتكم خلاص !؟
أنا : نعم انتهت ونحن في خدمة الوطن وخدمتكم
المسئول: بارك الله فيكم عساكم على القوة
أنا : الله يقويك
المسئول : عمر إنته حد إاصلبك قالك وين تعينت ! وإلا ياي تسأل ؟
أنا : لا يا سيدي أنا ياي أسأل محد اتصلبي .
المسئول: إممم اعتقد إنته وكم واحد ماعينوكم لين الحين
أنا : وأنا في الانتظار
المسئول : وين حاب تشتغل !؟
أنا : أي مكان ياسيدي يخدم بلادي ماعندي مشكله
المسئول : لا بس لازم تحدد عشان ننسبك !
أنا : أنا ما اتشرط طال عمرك أي مكان حطوني
المسئول : حدد شوف لك قسم مناسب لك وبنعينك فيه
أنا : اممم طيب ممكن أعرف أماكن الإحتياجات والنقص وين؟
المسئول : محتاجين ضباط للشرطة البحريه شوه رأيك !؟
أنا : راضي يا سيدي
المسئول : بارك الله فيك .. روح للعميد محمد يبغي يتكلم معاك
أنا : إن شاء الله بس وين اللقاه سيدي !؟
المسئول: في وزارة الداخلية الطابق الثالث
أنا : إن شاء الله سيدي
ذهبت إلى مبنى وزارة الداخلية لكي اقابل العميد محمد ، ولم يكن موجوداً ،
فتركت اسمي ورقم هاتفي لدى مدير مكتبه وعدت إلى مدينتي وأنا في الطرق اتصل
بي العميد وأبلغني بأن أحضر في اليوم التالي .
عدت في اليوم التالي إلى مكتب العميد وفي المقابلة طلب مني بعض الطلبات وقال لي :-
العميد : عمر تم إختيارك من قبل جهاز أمني للعمل فيه
أنا : سيدي أنا في خدمة بلادي
العميد : يعطيك العافيه مافيه شك ، ولكن هل عندك الإستعداد تخدم في جهاز الأمن !
كان الخبر بمثابة المفاجأة حقيقة ، لم يكن في بالي إطلاقا ولم أفكر بأن
أعمل في هذا النطاق ، ومن المعروف بأن جهاز الأمن مكانا كبير جداً يصعب على
الشخص العمل فيه دون شروط وقيود يراها المسئولين في الموظف ،
أنا : سيدي أنا أخدم بلدي ولكن هل أنا استحق هذا المكان ؟
المسئول: تأكد يا عمر جهاز الأمن لا يعمل فيه إلا الأكفاء وأنت واحد منهم وتم اختبارك طول فترة التدريب
أنا : يزاك الله خير
المسئول : بس ياعمر لا تقول لأي شخص جهة عملك وين أو طبيعة عملك وين
أنا : إن شاء الله
المسئول: روح لمبنى الجهاز في المنطقة ( …) واسمك موجود في الإستقبال الأمني والله يوفقك
أنا : هذه وسام على صدري يا سيدي وإن شاء الله أكون عند حسن الظن
المسئول : الله يوفقك
خرجت من المكتب وأغلقت هواتفي وفتشت سيارتي وجلست اراقب حركة المرور واناظر
خلفي وأمامي ، لست مصدق ماسمعت فهل أنا سأكون رجل أمن حقا !! ولماذا تم
إختياري ؟ وأنا أعلم بأن جهاز الأمن لا يعمل به إلا من يملك السلطه
والواسطه !! وكلاهما لا أملكهما !!
ذهبت إلى مبنى الأمن تقدمت إلى الإستقبال وأخبرتهم بأني أحد الأشخاص الذين
لديهم مقابله بالداخل ، بعد التدقيق على هويتي سمحوا لي بالدخول وأرشدوني
إلى المكان المطلوب وهناك دخلت على أحد الأشخاص :-
أنا : السلام عليكم ورحمة الله
الشخص : عليكم السلام ورحمة الله
أنا : اسمي عمر وبلغني العميد إني مطلوب عندكم
الشخص : نعم صحيح شحالك ياعمر عساك بخير
أنا : بخير طال عمرك وأنت شحالك
الشخص : الله يسلمك من كل شر ،، في الحقيقة أخوي عمر نحن اسقطنا عليك
الإختيار بأن تكون ضابط أمن في بلادك وحسب علمنا إن كفاءتك ورغبتك تؤهلك
للعمل
أنا : سيدي أنا تحت أمر رئيس الدولة حفظه الله وفي خدمة بلادي
الشخص : كفو
الشخص : خلاص أخوي أنت على مرتبنا اعتبارا من الأسبوع الماضي والحين تقدر
تروح وترجع لنا بعد يومين إن شاء الله وتكون مهيئ نفسك للعمل الجديد والله
يوفقك
الشخص : بالمناسبة أكيد طبعا أهلك وأخوانك وربعك بيسألونك وين تعينت .. تقدر تقولهم في وحدة الكلاب البوليسيه .. والله يوفقك
أنا : إن شاء الله طال عمرك
خرجت وأنا سعيد جدا بهذا العمل ، وفي الحقيقة كنت أظن بأن دولتي تعتمد على
الواسطه وإن هذه الأماكن محصوره على البعض ، إلا أن الدولة تبحث عن الكفاءة
المتوازنه والمتمثله بين الصحه والذكاء وقدرة التحمل فقط وليس الواسطه .!
أين اأت يا ناصر ، ياليتني استطيع قول هذا لك ..
دولتي دولة العز والمهابه … دولة بها القانون عرفا وسيد
ليت ناصر ما بي درابه. … كان بفكرة الواسطه ماتقيد
أقسم بالله العظيم إن أكون مخلصا لدولتي ، وان أحفظ أمنها وأمانها أرض وبرا وبحرا .. والله على ما أقول شهيد
بهذه الكلمات نطقت أمام رؤسائي في العمل وأقسمت أيضا بأن أكون مخلص بتجاه
رعايا دولتي في الداخل والخارج وان أبذل قصارى جهدي لاحفظ أمنها وأن لا
يعلوا على أمن دولتي أحد وإن كان أبي الذي رباني .
قرر العمل إيفادي إلى الولايات المتحده الأمريكيه لأحصل على دورة تدريبيه في شؤون الأمن بالتعاون مع fbi
وليتني لم أذهب بل ليتني لم أتخصص في هذا المجال !!
——–
انتهى البارت
من البارت القادم
ناصر : عمر لا تغلط وتضيع مستقبلك
—-
ناصر إلى أمي : الله يرحمه ويغفر له راح مثل شربة الماي
—-
عمر : فاطمة وين أبوي !؟؟ أبوي شوووه فيه !؟؟ تكلمي