اخي المصون ( البارت الخامس)
لا أعلم مالذي حل بوالدي ، فلا أحد يجيب ولا أحد رضي بأن يخبرني ما به ، لم
يهدأ لي بال ، فقمت بالإتصال على جميع المستشفيات المحتمل وجوده فيها ،
وأثناء استفساري من المستشفى العسكري أفادوني بأنه يرقد في العناية المركزه
بسبب ورم في المخ
لاحول ولاقوة إلا بالله ، فإتصلت بوالدتي وسألتها لماذا لم تخبروني فقالت
بأن ناصر هو الذي طلب ذلك خشية أن تترك الدورة و نتسبب في ضياع مستقبلك !
يالك من أخ رحيم ورجل عطوف يا ناصر ، ( الله لا يحرمني منك )
قالت لي والدتي قرر الدكتور تسفيره خارج البلاد ولحسن الحظ إلى الولايات
المتحدة الأمريكيه وقد شارفت الدورة على الإنتهاء فقلت في نفسي ساظل هنا
مرافقاً مع عائلتي ، إلا أن المسئولين رفضوا ذلك وأخبروني بأن أخي ناصر
موجود وبإستطاعته مرافقة العائلة
وأنا التحق بعد أسبوعين إلى مدينة نيويورك لأعمل مع الأف بي أي مدة 6 شهور
حتى أكتسب خبره ثم أذهب إلى سويسرا للإلتحاق بدورة أخرى مدتها 8 شهور !!
رأيت بأن الأمر صعب جدا ولكن وجود أخي ناصر يسهل عليّ بالإضافة إلى مئات
الألوف التي تدفعها دولتي لهذه الدورات يجبرني على المثابرة والإهتمام
لأكتسب الخبرة المنشودة .
بالفعل لم يمضي على قرار تسفير أبي كثيراً ، وجاءت ساعة
التسفير ، ولكن المفاجئه رفض ناصر مرافقتهم بحجة ارتباطاته مع أصدقاءه في
فرنسا وتجهيز نفسه للسفر ! استنكرت هذا القرار واستغربت كثيرا من هذا
التصرف إلا إن ناصر أتخذ موقفه وأصدر قراره ..
بحثت لأبي مستشفي في نيويورك لأسهل على نفسي مسألة الدراسه ورعاية والدي
وأسرتي التي حضرت معه .. وشرحت ظروفي للمسئولين في سفارة دولة الإمارات في
واشنطن وبحثوا معي عن مستشفي في نيويورك والحمدلله وجدنا مستشفى لا تبعد
كثيرا عن مقر دراستي ، أما ناصر فشد رحالة إلى فرنسا ولم يأبه بالمصيبيه
التي حلت على رأسي ورأس عائلتي !
استأجرت سيارة لأُخفف عليّ أعباء الإنتقال ، وبوصول أسرتي كانت الأمور على
مايرام . وفي الحقيقة لم تقصر معي سفارة الإمارات والهيئه الصحية إطلاقا
ذللو جميع المعوقات والصعاب من أجل راحتي أنا وعائلتي ..
استأجرنا سكن مجاور للمستشفي وكنت أخرج في الصباح أذهب إلى مقر الدورة
وأعود في العصر ، أباشر أعمالي ومتطلبات أمي وأختي فاطمه إلى أن من الله
على والدي بالشفاء وبدأ يخرج ويمشي ، كنت أذهب لحضور محاضرات وأخرج مع
وحدات المفتشين الفيدراليين وبعض الأحيان أضطر بأن أحضر تحقيقات لمدة 5
ساعات من بعد منتصف الليل ثم أعود إلى عائلتي لأطمئن على صحة والدي وعلى
محارمي وأستبدل ملابسي وأعود مره آخر للدورة وهكذا .. ولكن ولله الحمد ،
شفي والدي وأمر لهم الدكتور بالعودة وعدت معهم إلى الإمارات أسبوعاً واحد
ثم عدت إلى الولايات المتحدة الأمريكيه ومن ثم عدت إجازة شهرين إلى
الإمارات والتحقت بالدورة الثانيه في سويسرا .
كان ناصر وطوال هذه المده غير مكترث لأمرنا وإتصالاته لا تتجاوز السؤال
العادي ، وكلما تحدثنا فتح لي موضوع منظمة الإخوان الأذكياء ! ويقول لي بأن
الوقت يدركنا وأن الله عز وجل ضرب لنا مثلا في والدنا !!
لاحول ولاقوة إلا بالله ، أصبح كل شيء بالنسبة لناصر عقاب وثواب ! وأصبح
المسلم مقصر بتجاه دينه وأصبحوا القادة مقصرون ومحتالون ! ومأيهمهم هو
الكرسي فقط !
أثناء تواجدي في سويسرا عرضت أمامي حقائق عن جمعيات ومنظمات إرهابيه
وسياسيه وسألت أحد الأشخاص عن منظمة الإخوان الأذكياء فقال لي إن لم تكن
مدرجه على لائحة القائمة السوداء فلا يعني أنها ليست محظوره !! لعدة أسباب ،
واحد تلك الأسباب الأساليب المبتكره من قبل الممولين للجمعيه ! فلا تستغرب
إن رأيت جمعيه تدعي الإسلام يمولها غير مسلم ! ومنظمه تدعي الحريه
والديمقراطية يمولها دكتاتور أو مجرم حرب ! عليك قبل تصنيف الجمعيه أو
المنظمة بالإرهابيه أو غير شرعيه أو غير ذلك بأن تبحث أولا عن الأشخاص وليس
عن نشاط الجمعيه وعندئذ ستحكم بنفسك على الجمعيه !
استفدت كثيرا من دوراتي في مجال تخصصي وعدت إلى الوطن والشوق يملأ جوفي للوطن ولعائلتي .
غربتي طويلة وإلا قصيره
تمر بلا بشوف الوطن صعبه
داري ترى ماهي أي ديره
بلادي بلاد العز والمحبه
والدي الذي غدر به الزمان وجعله طريح الفراش ! رأيت دموع الفرح تسقط ببطء من على خده الطاهر
أبوي يا جعل ماتبكيك عيني
يطول عمرك ويدوم حالك
وأمي ياعسى عينج ماتبكيني
لا أنا ولا حد من عيالك
أما فاطمة فهذه الفتاة الخجولة والمطيعه داعبني الشوق لها إلى إن فجر ضلعي !
ومثلها تماما ناصر الذي يهمني أمره كثيرا ولا أعلم ماهو مصير آخي المصون
!!
باشرت عملي وتلقّاني الزملاء والمسئولين بحفاوة فمنهم من هنئني على التخرج
ومنهم من أبلغني أسفه الشديد على مرض والدي ، وأنا بدوري استقبلتهم على
طريقتي الخاصه ، بلباس رباعي اللون غتره حمراء و ( كندوره بيضاء ) وحذاء
أسود وشال أخضر تيامناً بعلم دولتي العزيزه .
لم يمهلني المسئولين كثيراً ، استلمت أنا و7 من رفاقي ملف قضية جماعه لدى
أجهزتنا معلومات مسبقه عن إحتمال وصولها إلى أرض الوطن وتشكليها محلياً ،
لإستهداف مناطق ومرافق حيويه في الدولة وكنت من الأشخاص الذين يراقبون
الوضع من الميدان ، وذات مره إتصل صديقي راشد وطلب مني الحضور بأسرع وقت
إلى مقر القيادة ، وهناك كان رئيس شعبتنا متواجد ومعه ضباط ومستشارين
أمنيين ، بالإضافة إلى راشد وبعض زملائي فاستفسرت من راشد عن الوضع وقال لي
:-
راشد : عمر الجماعة متمركزين في الإماره ( ق) وعندهم مقر ويمارسون نشاطهم والحمدلله كشفناهم والحينه مؤتمر تفصيلي يشرح لنا الوضع
عمر : سود الله ويوهم
تقدم أحد الضباط وأفتتح المؤتمر وعرض علينا بعض النقاط الرئيسيه وضمن هذه النقاط إيميل قادم من دولة عربية محتواه
( بجنب صحن المولوخيه بيت الذكر الكبير )
رفعت يدي وطلبت الأذن للحديث فإذن لي .. :-
سيدي ، أرى بأن في هذه الجمله كلمة سر يجب علينا فكها والوقوف عليها حتى لا تمر هكذا ، فرد المسئول قائلا :-
(كلامك عين العقل واعتبرها مهمتك يا عمر )
أنا : حاضر سيدي
إلمسئول : خلال 36 ساعة تنتهي من فك الرمز والمقصود
أنا : بعون الله سيدي
بعد انتهاء المؤتمر ذهبت إلى المنزل ، أفكر في معنى الجملة وجلست أحلل عدة
تحليلات ، ولم أصل إلى نتيجه ، وفي الحقيقة كنت خائفا كثيراً ففشلي من
المهمه الأولى يعني عقبه لا اتحملها طوال حياتي !
في اليوم التالي وتحديداً، ذهبت الى أحد الأصدقاء جلسنا على طاولة مستديره
في أحد المقاهي فقلت له مالمقصود بالذكر في الدولة ( الفلانيه ) ! فقال لي
ذكر البط وغالباً ما يقدمه ريفيوا هذه الدولة كوليمه مشرفه لضيوفهم ودائما
مايكون ذكر البط القائد !
عدت الى المنزل وجلست أحلل الأمر وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى مكتب
المسئول وسألته عن باقي البريد الإلكتروني أو إن كان هناك بريد آخر فسألني
لماذا فاجبته بأن العباره قاصره ..
شرحت له ماتوصلت اليه وذهبنا نفتش في الملف ووجدنا الحلقة الفقوده !!
الإرهابيون يريدون اغتيال أحد كبار المسئولين اثناء زيارته لحديقة سيتم
افتتاحها قريبا وعند الإستفسار من مكتب الشخصيه تبين لنا بأن الأفتتاح بعد
عدة أيام .
تولت الأقسام الأخرى زرع الكاميرات وفتح نقاط تفتيش وتم القبض على أمرأه
بحوزتها آلة طابعة بإمكانها تزوير تصاريح الدخول للأماكن الغير المخوله
وبالتحقيق معها اعترفت بمعلومات ساقتنا لأفراد العصابه وعددهم 22 شخص !
كانت هذه العملية الأولى التي انجزتها ، فرحت كثيرا وفرح المسئولين بي وللأسف ليت بإستطاعتي إخبار والدتي ووالدي ليفرحوا معي .
لكن الظروف الأمنيه تحتم فعلا عدم الإفصاح عن الوظيفه وفي الحقيقة عندما
قال لي المسئول في أول مره أن لا أخبر أحد استغربت كثيرا ! فلماذ لا نفصح
عن مهامنا ومسمياتنا الوظيفيه بما أننا نعمل في أشرف مجال وأطهر مهنه ،!
إلا أن بعد الأحداث عرفت بأن العنصر الأمني يجب أن لا يعرف أحد عنه حتى لا
يعمل الجميع من خلفه بل الآن يعملون أمامه !
اتصلت باخي ناصر بعد هذه الحادثه وأيضا فرصه لجس النبض :-
بعد التحيه والسلام وتبادل اطراف الحديث
أنا : متى بترجع ياخوي طولت تراك
ناصر : أرجع شوه أسوي يا عمر بالله عليك
أنا : ناصر إنته تدرس وإلا مهاجر وإلا شوه بالضبط !
ناصر : ياريال في هالدولة وين الواحد يروم يهاجر ياريت
أنا : ها عن الغلط دولتنا حمدلله محد يبي يهاجر منها الكل يبي يهاجر لها هههه
ناصر : بالعكس دولتنا اختربت كلها واسطه وظلم
أنا : ( فرصتي للدخول إلى تفكيره ) أمم صراحة الواسطه موجوده بس ترى مسئولينا مالهم خص مساكين اللي تحتهم يلعبون
ناصر : بس ماتتفق معاي إن المسئولين الكبار لهم ضلع !؟ يعرفون الكبيره
والصغيره في الدولة ومايعرفون إن المسئولين اللي تحتهم يلعبون !؟
أنا : إممم في هذي لك الحق ..
أنا : شوه رأيك نسوي موقع على الإنترنت نناصح أولياء أمورنا فيه !؟
ناصر : مينون قالوا لو لك ، صدقني بيسجنونك أقل شيء 20 سنه !
أنا : ( أضحك بيني وبين نفسي ) لا ماعتقد لأن مافيه قانون ينص على معاقبة شخص يقدم نصيحه حتى لولي الأمر نفسه
ناصر : بعدين إنته غير مؤهل انك تنصح ولي الأمر فيه شروط للمناصحه ياخوي
أنا: إممم شوه الشروط ! وهل فيه حد مؤهل !؟
ناصر : الشروط كثيره ونعم فيه ناس بس للأسف محد يسمع لهم أنا: تعرف حد إنته !؟
ناصر : وأيدين ياخوي عندنا واحد في المنظمه من أهل الإمارة ( خ) ما شاء
الله عليه فقيه ومثقف ودكتور وكلامه درر بس للأسف محد يسمع له ،
أنا : ماشاء الله عليه ، شوه اسمه
ناصر : لا عاد سر ههههه بخبرك بعدين
أنا : ههههه احترم رغبتك
تحدثنا كثيرا في هذه المكالمة ،وما شد انتباهي هو التكتم على اسم الشخص
الذي مجده ناصر ، عموما تاكدت بنسبة 90% بأن ناصر إصابته حمى التطرف ، ولكن
ولله الحمد لم يتورط في شيء يمس أمن الدولة أو الدول الأخرى ، ورغم اني
مطمئن إلا أني غير متأكد فهل سيكون بنفس التطرف أو سيزيد مستقبلا !؟
ما لا يعلمه الجميع في مجتمعي بأن هؤلاء الأشخاص مثل ناصر وزملائه لا يغرر
به كما نظن سابقا ! فكل ما جاء على لسان ذكر أسماء شباب متطرفين قالوا
مساكين مغرر بهم وفي الحيقيه الأم غير ذلك تماما فمثل هؤلاء الشباب متحمسون
ويتم استغلال حماسهم ! وعند الجلوس معهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن كثيراً
منهم من يصحح مساره ويعدل عن ما هو عليه .
بالطبع ناصر تعرض لشرخ نفسي لم يتم علاجه وبالتأكيد عندما ذهب للولايات
المتحده شكى حاله لمن معه فبدلا من توضيح الأمر زادوا من ظنونه ظنون .
في هذه الفترة تفرعت وأقسمت بأن أعالج من إنحرف فكره وأن أقدم للعداله من يستغل شباب مجتمعنا لأغراضه الشخصيه .
بعد فترة توليت قضية كان أبرز متهميها رجل مدرس في أحد مدارس الدولة ، يقوم
بعرض دروس تقوية للطلبه في المنزل شرط إن يتجمع الطلاب في مكان واحد ويخصص
من وقته نصف ساعه للدرس وساعه كامله محاضره وتعبئة عقول الطلبه بما هو
فاسد ومناهض للدولة وللمسئولين .
كان الأستاذ المجرم يتستر خلف ثوب التدين والشريعة وكان ينتقي الآيات الكريمه التي تهوا له ويفسرها للطلبه كما يريد
قبل موعد القبض عليه ، وقعت جريمة قتل جماعي لعائلة أحد الطلبه الذين
يدرسون في المساء لديه ، بعد إن جهز قادة الجماعه خطه لقتل والد أحد الطلبه
بطريقة خبيثه جدا
كان هذا الطالب يعمل والده قائد في قوة الأمن الخاص ، الذين يعتقلون
المخربين والخارجين عن القانون ، وتم القبض على كبيرهم الذي يقودهم ويدعى
عبدالله ،. والله بريء من عباده الفاسقين
بعد اعتقال عبدالله قام والد الطالب بوضعه تحت تحقيق مكثف نتج منه إعياء
وإذلال شديد ، وقام هذه الفاسق بإصدار أوامره لقتل القائد وتم تمرير الأمر
عن طريق محامي المتهم في أحد جلسات المحكمه
بحث أعضاء جمعية إصلاح الصلاح وهي محظوره دوليا عن طريقه لقتله ولحسن حظهم وجدوا ثغرة الإبن فرصة لا تعوض إطلاقا .
موسم ( الرطب) ذهب الأستاذ إلى مزرعتة وانتقى أفضل أنواع البلح وقام بتسميم
بعضه ووزع على طلبته صحون مليئه بالبلح كهديه لعائلاتهم ووضع في صحن
الطالب المراد قتل والده سم فتاك ، دون رحمه ولا إنسانيه !!
لم يصب والد الطالب بأذى توفت والدة الطالب وإخواته الصغار وأحد ضيوفهم قدموا له ( الرطب) دون إن يعلموا بما في داخله !!
قبضنا على الأستاذ ليس لما فعل بل لقضايا أخرى وأثناء التحقيق اعترف
بجريمته ، وتمت أحالته للمحكمة لعدة تهم وتم إصدار حكم الإعدام بحقه وأرى
بأنه أخذ أقل جزاء !
أثناء الجلسة :-
القاضي : أصدرنا بحق كل من ( ف ) ( ن) ( ص) بسبب تحريضهم على القتل العمد الإعدام
القاضي : أصدرنا بحق المتهم (ي) بسبب الإشتراك في تنفيذ عملية القتل الإعدام وعليه
القاضي : حكمت المحكمة بإعدام المتهمين شنقا حتى الموت
خرجت من قاعة المحكمه وأنا مسروراً جداً ، بما سمعت من أحاكم يستحقه المجرمون ..
ذهبت إلى المنزل فوجدت رساله من ناصر مُفادها ؛-
( البارت القادم بإذن الله )
سحقا لك يا ناصر ساضع حبل المشنقه بيدي على عنقك !
انتهى البارت